في الأسبوع الماضي بلغ عمر "جدلية" ثلاث سنوات.
لسنا متعبين. نحن منهكون، ولم نشعر أبداً بأننا أحسن حالاً.
”حين اتصل بي بسام أول مرة في تموز/يوليو 2010 كي يطلب مني الانضمام إلى فريق جدلية قال: لن يأخذ الأمر من وقتك سوى بضع ساعات في اليوم. لم أعرف أنه كان يعني كلّ يوم!“
ليسا حجار، محررة في جدلية.
ننظر بدهشةٍ إلى الوراء، إلى حيث كنا حين بدأنا في صيف 2010، وكم تطورنا منذ ذلك الوقت، وخاصة في العام الماضي لوحده. توسّعنا من ناحية الأقسام/الصفحات، وعدد اللغات، وأعضاء الفريق، وعدد القراء، والاقتباسات، والحضور في الإعلام الاجتماعي، إمكانية الوصول إلى البلدان، والاستخدام في الصفوف. وفي هذا الصيف، وصلت صفحة الفيسبوك الخاصة بنا بشكل متواصل إلى أكثر من مليون شخص، وارتفع نشاط الزوار/التنزيلات بسرعة كبيرة نتيجة تغطيتنا للأحداث في تركيا ومصر ومؤخراً في سوريا. أما قسمنا الثقافي وقسمنا العربي فيشقّان طريقهما إلى شاشات قراء يرتفع عددهم على نحو دراميّ في المنطقة وما وراءها، وصفحاتنا الثمانية عشرة الأخرى ما تزال مشغولة باستمرار.
[لقطات الشاشة الأولى من صيف 2010، قبل أن تنطلق جدلية رسميّاً. وقد كتبنا مقالات لمدة ثلاثة أشهر قبل أن ننطلق لكي يمكن القراء أن يروا نشراً مكثّفاً من البداية.
انظر/ي باقة مختارة من المقالات الأولى في القسم العربي لـ ”جدلية“ التي نشرت بعد انطلاقها بفترة وجيزة.
- ابتسام عازم: "حاضرون غائبون: الفلسطينيون في الداخل" (الأجزاء الأول والثاني)
- ياسين الحاج صالح: "عدمية في المعنى عند الإسلامين"
- محمد واكد: "ماذا تفعل الأنظمة المزورة في الانتخابات"
- محمد واكد: "عودة الروح لحديث المقاطعة الوهمي"
- ابتسام عازم: "ما خفي كان أعظم عن "خائف إلى الأبد!""
- زينب صالح: "العراق وساحة تحريره"
- إبراهيم الكبلي: "عن الإستثناء المغربي"
- مبروكة خذير: "من يوميات صحفية عن ثورة تونس"
- سنان أنطون: "عن سورية: لقاء مع ياسين الحاج صالح"
- الهامي الميرغاني: "النقابات العمالية في مصر بين الحزب الوطني والإخوان"
- تحية لولو: "انتفاضة البحرين حتى التدخل العسكري"
- إلياس خوري: "زمن عربي جديد"
- سنان أنطون: "مزمور"
- سليم أبو جبل: "الظهور الأخير لجوليانو مير خميس"
- أحمد رجب: "من يحاسب المجلس العسكري ورقة موقف"
- إليوت كولا: "حوار مع صنع الله إبراهيم"
- مجيد رفيع: "آصف بيات في كتابه "الحياة كسياسة: كيف يغير أناس عاديون الشرق الأوسط""
[اضغط/ي هنا لقائمة أخرى لمقالات بالإنجليزية]
خلاصة سريعة
في الأعوام الثلاثة الماضية، توسّعنا من صفحة واحدة إلى عشرين، بعدد مكافئ من الفرق المستقلة نسبياً كي تتماشى معنا. عالجنا مسائل تتسلسل من الثقافة إلى التدخل العسكري، وراجعنا الكتب والأفلام والمعارض الفنية، وسجّلنا صراعات المقاومة والتطورات اليومية عبر منطقة وحقبة يسودهما الصراع. أضفنا صفحة خاصة بتركيا يحررها فريق جديد من الكتاب الممتازين، موسّعين بذلك اللغات التي ننشرها إلى أربع: العربية والإنكليزية والفرنسية والتركية. ستكون هناك إضافات جديدة في جدلية هذا الخريف، بما فيه صفحتنا التي تم انتظارها طويلاً، صفحة المدن، حول الدراسات المدينية، المكان، وأكثر من ذلك، والتي انطلقت الأسبوع الماضي.
[صفحاتنا الحالية على جدلية]
كما أطلقنا لتونا ملفنا الرقمي متعدد الوسائط الإعلامية الأول (عن جد)، في صيغة تجريبية منتظرين أن نستفيد من ردود فعل وآراء مستمعينا/قرائنا كي نبثّ برنامجاً شهرياً عالي المستوى، عميقاً، وممتعاً. ننوي تقديم موجز شهري لأولئك الذين يرغبون بملخص سريع، بالإضافة إلى مواد/مقابلات جديدة تُنتج للملف الرقمي. إنّ (عن جد) هو أول إنشاء للبرامج والملفات الرقمية السمعبصرية المستقبلية.
[ملف جدلية الرقمي الأول متعدد الوسائط الإعلامية.]
إن تقاريرنا الإعلامية في جميع الصفحات تقريباً على جدلية تستحق انتباهاً خاصاً. ذلك أنّ أعضاء الفريق الجدد كانوا ينتجون تقارير أسبوعية ومقالات ذات صلة مهمة بالعربية والإنكليزية والفرنسية والتركية. صار يُعتمد على هذه التقارير، من قبل قراء مهتمين ببلد معيّن، أو صفحات متعلقة بالأحداث القائمة، وتحولت إلى مصدر جامع مهم لأولئك الذين تفوتهم أنباء وتحليلات الأسبوع الماضي، على جدلية وغيرها. إن جميع التقارير، "العشرة الأكثر شعبية"، و"العشرين الأكثر شعبية" . . . إلخ يمكن العثورعليها في صفحة تقاريرنا الأكثر شعبية هنا. ومن بين الصفحات والمبادرات المثيرة الأخرى هناك صفحة الملف، وصفحة التصوير الفوتوغرافي، و"ملفات من الأرشيف".
أما قسمنا العربي فقد فاق في تطوّره الأقسام الأخرى، وبزّ في بعض الأحيان قسمنا الإنكليزي على جدلية من ناحية عدد القراء. ونحن سعداء بخاصة للعدد المتزايد من الكتاب، من المغرب إلى البحرين، عبر المشرق ومصر، والذين وجدوا في جدليّة حيزاً ملائماً ومثمراً لكتاباتهم وتحليلهم الممتاز. وفي هذا العام، سينمو القسم العربي أكثر، وسيستفيد من فريق موسّع، ومن تعاون أعمق مع منشورات أخرى، من بينها على نحو رئيسي مدوّنة تدوين للنشر الحافلة بالمعلومات المفيدة.
نما فريقنا من خمسة مشتركين في التحرير (قصة تأسيس جدلية هنا)، إلى اثني عشر، ثم إلى سبعة عشر مشاركاً في التحرير، ثم ارتفع إلى فريق مؤلف من ستين عضواً يعملون على عشرين صفحة، مع فرق صفحة متداخلة معهم. تتمتّع فرق الصفحة في جدلية باستقلال نسبيّ، وتضع أجنداتها الخاصة عبر استشارة عضوية مع بقية الفرق والمشاركين في التحرير، (وأعني أن حوارات كهذه تحدث بشكل طبيعي بسبب نمط العمل في جدلية والتواصل المفتوح والمستمر). تواجهنا تحديات ونعاني من أخطاء غير أننا نواصل التعلّم وتطوير فريقنا لإنشاء نمط عمل فريد من نوعه وتجربة وتطور تنظيميان مستندان إلى التضامن. بدأت هذه الصيغة سنة 1992 حين وُلدتْ المنظمة الشقيقة لجدلية، مجلة الدراسات العربية الأكاديمية وفي 2011، تجاوز عدد فريقنا المائة متطوّع، ووجدنا أننا غير قادرين على المحافظة على الإنتاج بدون تمويل (انظر: عن صفحتنا، لمزيد من المعلومات). كان هاجسنا الرئيسي هو المحافظة على استقلالية مطلقة في التحرير، وعلى الوضع التطوّعي الأغلبيّ من ناحية كل العمل الذي يتمّ، كي لا نصبح متكلين على التمويل الخارجي. نخطّط لمواصلة صقل نمط عملنا القائم على التضامن والتعلم من التجربة في بيئة عمل تتغيّر بسرعة حيث كل من التكنولوجيا والرقابة في حالة تدفّق.
[33٪ من محرري جدلية في اجتماع في غرفة الفندق أثناء مؤتمر ”ميسا“ (جمعية دراسات الشرق الأوسط) في واشنطن العاصمة، تشرين الثاني/نوفمبر 2011.]
الانطلاق إلى الأمام
لدينا الكثير الذي ينتظر قراءنا هذا الخريف، بما فيه إطلاق صفحات مثيرة سنمتنع عن الكشف عنها الآن. بعد ذلك، سنبدأ بتخفيض توسيع صفحتنا لبعض الوقت (سخرنا من أنفسنا في مقالة حول تواصل إنشاء الصفحات على جدلية هنا).
طرق التدريس والمنشورات التعليمية
نودّ التشديد على مبادرتين مستقبليتين: أولاً، ننوي البدء بتطوير قسمنا التعليمي كي يتضمن مصادر واسعة للمدرّسين والباحثين. سيحدث هذا عبر صفحة طرق التدريس في جدلية، ولكن، على نحو أوسع، عبر إطلاق مبادرة طرق تدريس دراسات الشرق الأوسط، التي ستدشنها كلٌّ من تدوين للنشر وجدلية، مع بعض الجامعات والمؤسسات الأخرى. (يمكن العثور على مزيد من المعلومات حول المشروع الناشئ هنا).
[النشرة التدريسيّة، مجلة جدلية. اضغط:www.JadMag.org]
إن النتيجة الأولى لهذا المشروع هي نوع جديد من سلسلة من المنشورات التي تركّز على موضوع محدّد كلّ مرة. نحن نسمي هذا: (مجلة جدلية). إن العدد الأول من "مجلة جدلية" متاح الآن، وعنوانه "التنظير حول شبه الجزيرة العربية". إن الهدف من هذه المنشورات هو تدريسي ولكنها متاحة للجمهور العام. وتتضمن قسماً بمصادر واسعة يركز على كتب مختارة ومقالات أكاديمية حول الموضوع المعني وكذلك روابط عدّة. ومدوّنات ومواقع على الشبكة وتنظيمات وخرائط. وكي ندعم المدرّسين، سيرافق دليل تدريسي عملي دائماً مجلة جدلية. لإلقاء نظرة اضغط/ي هنا]
[عدد مجلة جدلية الأول حول شبه الجزيرة العربية]
التعاون مع مؤسسة الدراسات العربية
تتضمن المبادرة الثانية، والوثيقة الصلة، تعميق التعاون مع المنظمات الأربع الشقيقات لجدلية في مؤسسة الدراسات العربية بما فيه مجلة الدراسات العربية (مجلة البحث الأكادمية الموجهة إلى الباحثين)؛ "كويلتنغ بوينت" (مؤسسة لإنتاج أفلام وثائقية مبنية على الأبحاث موجهة إلى الجمهور العام)؛ وتدوين للنشر (دار نشر من نوع جديد موجهة إلى المدرّسين والجمهور العام)؛ و(منتدى الشؤون العربية والإسلامية، الذراع البحثي لمؤسسة الدراسات العربية، المنخرط على نحو رئيسي في البحث حول إنتاج المعرفة حول المنطقة). إنّ طرق تدريس دراسات الشرق الأوسط هي أحد السبل. ولكننا ننوي تطوير مشاريع نشر أكثر تعاوناً مع مؤسستنا للإنتاج، كويلتنغ بوينت.
[المنظمات الشقيقة لجدلية في مؤسسة الدراسات العربية: اضغط/ي هنا لمزيد من المعلومات]
وعلى الرغم من أننا غير مستعدين الآن لإعلان المشروع الضخم لمؤسسة الدراسات العربية حول إنتاج المعرفة حول الشرق الأوسط (حيث ستلعب جدلية دوراً في النشر وما وراءه)، فإننا نودّ أن نزف لكم خبراً سارّاً. إن هذا المشروع الذي عمره 18 سنة سيسمح ببحث تفاعلي شامل وغير مسبوق من أجل أهداف الأبحاث الشاملة، وبشكل نقدي أكثر، لهدف تقييم إنتاج المعرفة حول المنطقة كسيرورة\\شأن مسيّس، متعلق بالسلطة والتمويل بقدر ما هو متعلق بالرغبة في إنتاج المعرفة. المزيد، ثم المزيد قادم في 2014.
[يتضمن مشروع إنتاج المعرفة الخاص بمؤسسة الدراسات العربية جدلية والمنظمات الشقيقة لها في مؤسسة الدراسات العربية. اضغط/ي هنا لمزيد من المعلومات. سنعلن عن هذا المشروع بعد وقت قصير.]
نستطيع أن نكتب أو نشاطركم المزيد ولكن ما كتبناه طويل بما فيه الكفاية (وربما طويل جداً). من الآن فصاعداً، على صفحاتنا، وعبر المنظمات الشقيقة لجدلية، ستلحظون تطوراً مثمراً في العام القادم. لم ننته بعد وبصراحة، ونظراً لخطورة الخطاب السائد حول المنطقة، سنبقى لوقت طويل سواء كانت هناك انتفاضات أم لم تكن. استمتعوا بالرحلة.
أخيراً، نودّ أن نشكر جميع قرائنا، بما فيه من يكرهوننا، والمدمنين على قراءة جدلية في السر، الذين ساهموا في تطورنا عبر الدعم والنقد والترويج والنقد البنّاء. نصغي بصدق ونحن مستجيبون لما سيقوّي ويعمّق رسالتنا ومهمتنا. ونقولها علناً بأننا ما كنّا سنستمر لولا النمو المتزايد لعدد كتابنا الممتازين من المنطقة وغيرها، الذين ساعدونا في تأمين تغطية شبه شاملة، وتحليل لعدد كبير من الموضوعات والبلدان. ونخصُّ بالشكر الفريق الممتاز الاستثنائي الذي يدير جدلية، من المحررين المساهمين إلى الباحثين والكتاب والمصممين و"المتدربين"، الذين ينتهي بهم المطاف عادة إلى البقاء والانضمام إلى الفريق. وقريباً سترون قائمة بأسمائهم وباسم كلّ من انضم إلى فريقنا، وكيف أسهموا في تطور جدلية.
نتمنى لكم قراءة ممتعة وما هو أكثر من ذلك!
فريق التحرير في جدلية.
[ ترجمة أسامة إسبر. اضغط/ي هنا للنسخة الإنجليزية]